في ظل الجهود الدولية التي يبذلها عدد من الدول لتسوية الأزمة الليبية، يرى بعض الخبراء والمراقبون أن ليبيا قد دخلت بالفعل مرحلة جديدة من الصراع الدولي بين روسيا والغرب، حيث تسعى روسيا إلى استنساخ جهود التسوية التي تقوم بها في سوريا على الوضع الليبي.
وقال وزير الدفاع البريطاني، مايكل فالون، خلال كلمته في مؤتمر ميونخ الأمني، أمس: «إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يحاول انتهاز أية فرصة لتفقد وضع حلف الشمال الأطلسي، لبسط نفوذه في المنطقة، مع دخول قائد الجيش الليبي، خليفة حفتر، التي تدعمه موسكو بقوة في منافسة مع حكومة طرابلس التي تدعمها الأمم المتحدة، مشددا على ضرورة منع الدب الروسي من غرس مخالبه في ليبيا»، بحسب صحيفة “ديلي تليغراف” البريطانية.
من جانبها، قالت صحيفة «الاندبندنت» البريطانية في تقرير لها، اليوم، أن ليبيا ستكون نواه للنظام العالمي الجديد الذى يدعو إليه ترامب، وبوتين وليست سوريا. وأشارت الصحيفة إلى أن ليبيا بالطبع أصبحت تشكل مصدر إزعاج كبير لأوروبا منذ قيام رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، والرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزى، بالتحريض على التدخل العسكري للإطاحة بنظام، معمر القذافي، والذى يعد السبب الرئيسي لتشرد مئات آلاف لاجئين ودفعهم لعبور البحر الأبيض المتوسط.
وأوضحت الصحيفة أن الجنرال خليفة حفتر هو الذى يمارس السلطة الحقيقية في ليبيا، ويحظى بدعم من دول عربية لها ثقل دولي مثل مصر، والإمارات، والتي دعمته الأخيرة بطائرات حربية، مشيرة إلى أن حفتر في الوقت الراهن يحظى بالدعم الروسي أيضا.
وكشفت الصحيفة تقارير تشير إلى أن فريق ترامب بدأ فى مناقشة خيار «حفتر»، موضحة أن هناك مسئول أمريكيفي بروكسل علق على هذا الاختيار قائلا: «أعتقد أن الوضع في ليبيا قد يكون أقل حساسية في مجال التعاون بين ترامب وروسيا، وحفتر هو الخيار الفعال للقضاء على داعش في ليبيا».
وأكدت الصحيفة في تقريرها أن الدعم المالي لم يعد عائقا أمام حفتر في الوقت الراهن بعد قيام الروس بدعمه بأكثر من 2.5 مليار دولار، بالإضافة إلى أن حفتر قد أدعى من قبل أن موسكو سوف تساعده على رفع الحظر المفروض على الأسلحة من قبل الأمم المتحدة منذ 2011م.
وكان وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، قد رأى أن حفتر يمكن أن يكون جزءا كبيرا من مستقبل ليبيا دون أن يصبح بالضرورة الرئيس الجديد.