يحاول المقاتلون الأجانب التابعون لمنظمات إرهابية عديدة استغلال الفراغ الأمني وغياب الدولة للعودة إلى طليعة المشهد في بلد عانى من أزمة مزعجة منذ سنوات تنعكس سلبا على المدنيين الذين قاسوا ويلات سيطرة هذه المنظمات على مدينة بنغازي قبل أن يعمل الجيش الليبي على قتالهم.
علي الجانب الاخر يتطلع تنظيم القاعدة الإرهابي إلى تعزيز موقع القيادي محمد الدرسي المعروف باسم محمد النص، وهو أحد كبار قادة مجلس شور ثوار بنغازي والذي قامت السلطات الأردنية باطلاق سراحه في منتصف 2014 مقابل اطلاق سراح سفيرها في ليبيا الذي اختطفته مجموعة موالية للنص.
وفي أواخر عام 2016، حث النص الإرهابيين الأجانب في الجزائر وفلسطين وسوريا والعراق واليمن وأفغانستان وبورما والشيشان والصومال ومالي وجمهورية أفريقيا الوسطى على لانضمام إلى لقتال الجيش في ليبيا.
النص الذي بدا يائسا وجه رسالة شديدة اللهجة إلى أنصاره وصفهم فيها بـ”المتخاذلين”، وطالبهم بنصرة “أهالي قنفودة”، أو أن يفسحوا الطريق للنساء لنصرتهم، ويحاول تنظيم القاعدة مدعوما بهؤلاء الإرهابيين الحصول على موطئ قدم في الساحة الليبية في ظل تخلف تنظيم الدولة الاسـلامية داعـش المتقهقر وعجزه عن القيام بهجمات عشوائية ضد المدنيين الأبرياء واستخدام تدابير لاإنسانية متزايدة لترويع وإصابة وقتل السكان.
وكانت العديد من الهجمات الصاروخية قد طالت المدنيين في بنغازي غير مرة وأخرها حين قتل الشابان سند فوزي صالح المغربي وفرج بوجازية ، جراء وقوع قذيفة هاون بمنطقة جليانة الواقعة على ساحل بنغازي في ال22 من شهر ابريل الحالي.
ويترافق ذلك مع ضعف قدرة تنظيم الدولة الاسـلامية داعـش الإرهابي وفقدان تماسكه كمنظمة، ويتعرض مقاتلوه لضغوط في كل من العراق وسوريا، فيما صارت قياداتهتفر هاربة، وأيامه معدودة.
بينما يتوجب على الليبيين أن يحذوا حذو الدول التي واصلت الالتزام بمحاربة المنظمات الإرهابية وطرد المقاتلين الأجانب الذين قدموا أنفسهم باسم غير الدولة الاسـلامية داعـش ورفضوا أساليبهم اللاإنسانية في استغلال السكان وتدمير أكبر قدر ممكن من ليبيا