تشهد ليبيا منذ اندلاع ثورات الربيع العربي؛ العديد من الانقسامات في الحكومات، وحروب أهلية، وسيطرة تنظيم داعش الإرهابي على بقاع كبيرة من أراضي وآبار نفطية.
وبالرغم من أن سوريا كانت فتيل الحرب الباردة التي تشهدها ايران وروسيا ضد الولايات المتحدة وحلف الناتو؛ الا ان الدول الغربية بدأت تصب اهتمامها نحو الدولة الليبية؛ لتكون هي ارض المعركة التي ستشهد سفك الدماء لمواطنيها من قِبَل الجنود العسكريين الغربيين الموجودين داخل أراضيها.
وما تزال المساعي الدولية الرامية إلى وقف إطلاق النار وتحقيق مصالحة وطنية شاملة بين أطراف الأزمة الليبية، متعثرة، بعد نحو ست سنوات من الإطاحة بنظام معمر القذافي، ويطرح كثير من الليبيين تساؤلات عن إمكانية إنهاء الصراع، وتحقيق الاستقرار في بلادهم.
وتنقسم القوى الليبية الرئيسية بين موالين للواء المتقاعد خليفة حفتر شرق البلاد.. وحكومة فايز السراج بطرابلس في الغرب وغيرهما، وفي الوقت الذي تؤيد روسيا فيه الحكومة الأولى؛ تدعم الأمم المتحدة وأوروبا الحكومة الثانية لـ”السراج”.
وقال فائز السراج رئيس الحكومة الليبية المدعومة من الأمم المتحدة، إنه يود من روسيا أن تقدم المساعدة في التغلب على الأزمة في الدولة التي تعاني من خلافات بين الفصائل ومن تهديد المتشددين.
وأعرب “السراج”- في مقابلة مع “رويترز”، اليوم الاثنين- عن أمله في أن تلعب موسكو دور الوساطة بينه وبين خليفة حفتر القائد العسكري المدعوم من فصائل مسلحة في شرق ليبيا.
وقال- على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن، أمس- إنه يأمل أن تلعب روسيا دورا إيجابيا في حل الأزمة الليبية.
وأكد الكاتب كيم سينجوبتا، في مقاله بصحيفة إندبندنت البريطانية، إن بوتين وترامب سينصب تركيزهما على ليبيا وليس سوريا خلال الفترة الحالية، مؤكدا أن واشنطن وموسكو سيؤسسان نظاما جديدا على أساسها.
وأضاف الكاتب إن ليبيا ستكون محل التنسيق في شؤون الشرق الأوسط لكل من بوتين وترامب في تشكيل النظام العالمي الجديد.
ولفت الكاتب إلى أن ترامب قد ينسق التعاون مع روسيا لصالح ليبيا؛ إذا أثبت الجنرال العسكري خليفة حفتر “فعالية أداءه” في مكافحة الإرهاب، مؤكدا أن حفتر “موضوع عليه آمال كبيرة في الحصول على الدعم الأمريكي”.