موقع قناة العربية | في ليبيا اعتمدت الجماعات الإرهابية خلال معاركها على زرع الألغام والمتفجرات في الطرقات والمباني والأحياء حتى تعيق تقدم قوات الأمن نحوها وتؤمن نفسها، وفي الفترة الأخيرة بعد خسارتها للعديد من المناطق التي كانت تسيطر عليها، بدأ الأهالي الذين هربوا من الموت بالعودة إلى بيوتهم ليجدوا أنفسهم أمام خطر جديد يهدد حياتهم.
ولا يجد الناس عند عودتهم الدمار في مدينتهم فقط، بل يجدون أجساما غريبة في طريقهم أو في مزارعهم أو في بيوتهم والأسوأ أنها تكون دائما مخفية سواء تحت باطن الأرض أو تحت الأغراض حتى لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، فيتعايش معها الناس لكنه تعايش دموي، فهي إما تقتلهم أو تبتر أطرافهم وتسبب لهم إعاقات دائمة.
ولا يكاد يمر يوم في ليبيا إلا ويشاع خبر انفجار لغم وإصابة أو مقتل أحد المدنيين أو أحد أفراد الهندسة العسكرية الذين يقومون بعمليات التفكيك، ففي حي الليثي بمدينة بنغازي لم تكن تعلم عائلة الهادي السعيطي أن فرحهم بالعودة إليه بعد تحريره من الإرهابيين سيفقدهم ابنهم البالغ من العمر 12 سنة بسبب انفجار لغم كان مزروعا في الطريق الفرعية التي توصل إلى بيته.
ويضيف السعيطي في حديث مع “العربية.نت”: “قبل أقل من عام بعد أن تم تحرير منطقتنا عاد أغلب المهجرين إلى بيوتهم ظنا منهم أن الحرب هدأت وأن مدينتنا أصبحت آمنة، لنفاجأ بأنها أصبحت ملغمة وأن الموت أصبح يحوم حولنا والأجسام الغريبة تعيش بيننا.. مات الكثير هنا من بينهم ابني أسعد بسبب هذه الألغام، فمجرد خطوة يمكن أن تغيّر حياة العديد من الناس، أصبحنا نتفادى التنقل خوفا من أن يعترض طريقنا الموت”.
أسعد ليس الضحية الوحيد للألغام والمتفجرات من بقايا المعارك في ليبيا، فهناك المئات الآخرين ممن ماتوا وهناك العشرات ممن بترت أحد أطرافهم وتعرضوا لإعاقات بدنية، لكن يبدو أن هذه المتفجرات المزروعة مازالت ستحصد أرواح الكثير من المواطنين، فعمليات إزالتها ما زالت تحتاج لسنوات أخرى حسب وحيد الزوي مسؤول من الجيش الليبي.
وقال الزوي لـ”العربية.نت” إن الألغام مازالت موجودة بكثرة خاصة في أغلب المناطق المحررة في بنغازي مثل القوارشة ومنطقة بوصنيب وقنفودة كذلك مدينة سرت بعد تحريرها من #داعش وهي عائق ضد رجوع الناس إلى بيوتهم وخطر يواجه السكان الذين عادوا و الذين يقدر عددهم بالآلاف.